أتمنى أن أقول هذه الكلمة مؤبدة.. فأحيانا وجوديتي تتجاوزني.. وأفعل ما لا أريد.. لكن أملي أن يعلم الجميع أن الإقلاع عن التدخين ليس فقط سهلا جدا.. لكنه تجربة ممتعة كذلك..

الجمعة، 29 يناير 2010

ولقد راودته نفسه عن نفسه.. فاستعصم


بعد 3 شهور من اتخاذ قرار الإقلاع قررت أن أكتب في ذكرى هذا اليوم الميمون لكي أحيي كل من ساندوني، وكل من ساهموا في إقناعي باتخاذ هذا القرار؛ بدءا من خاطر ابنتي الغالية سندس، وحتى "العسولة" زاد (4 سنوات) بنت الزميلين الغاليين فتحي أبو حطب وزوجه رانيا رجائي، وطبعا لن أنسى ابنة أخي الرقيقة حبيبة (6 سنوات).
أحببت أيضا أن أبلغكم بتجربتي طيلة 3 شهور. فلم يكن ثمة تعب من أي نوع ولا ضعف من أي نوع، وقد فوجئت باليسر الذي مرت به تجربتي. لكن للأمانة؛ فإني لست "سوبر مان"، ولا أخفي أني بين الفينة والأخرى كانت نفسي تراودني عن نفسي بخاطر عن هذا الكائن سمج المسمى السيجارة. حقيقة هذا ما كان يحدث، مراودة، إثارة شهوة، ولكن الله الذي قال "إن كيد الشيطان كان ضعيفا" (النساء: 76) كان يلهمني الاستعصام "ولقد راودته عن نفسه فاستعصم" (يوسف: 32).
هي كذلك بالفعل، فاستعصم. هي الحل لكل مشكلة تغالبنا فيها أنفسنا فنغلبها تارة وتغلبنا تارة. لن أطيل عليكم. فأنا شخص أكره المواعظ. لكني كرهت أيضا ألا أشاطركم شعوري الجديد بقيمة الاستعصام.

الأحد، 10 يناير 2010

الإرادة في الإقلاع عن التدخين.. عبء نفسي لا داعي له


لا ادري لماذا يصر الناس على تعقيد الأمور على من يريد الإقلاع. أهم عقدة يكلكع فيها الناس هي عقدة الإرادة. وبمرور الزمن تحولت هذه الكلكيعة إلى جبل يقف أمامه الراغب في الإقلاع منهزما كسير الفؤاد. وبمرور الزمن تحول هذا الهم وذاك الانكسار إلى المصدر الأساسي لكسر همة المقلعين بدلا من أن يكون عونا لهم على تخطي هذه العقبة ذات الرائحة السيئة.
أريد أن أحكي خبرتي مع هذا الأمر. فعندما قلت لنفسي إني سأكف عن التهام السجائر وأخواتها كان يأتيني شيطاني ليزين لي. وهو خبيث؛ حيث يأتيني دوما في لحظات الضعف: عقب تناول الطعام، وفي لحظات الضيق، وفي أوقات الغضب، وفي زحمة المرور. هل ستصدقون أني كنت أشتمه فيجري مني. وبدلا من أن أشعر بالحنين لهذه العاشقة العاهر؛ كنت استهزئ بها وبشيطانها.
لم أشعر يوما أن العلاقة بيني وبين ترك السيجارة وأخواتها تتعلق بالإرادة. فقط الانتباه قليلا.
وبالمناسبة، حتى وأنا وسط بيئة المدخنين، لم أشعر أن التحدي يوما تحدي إرادة. ولم أجد وجها للمقارنة ما بين حاجتي للإرادة لصوم يوم من أيام الشهر الفضيل وبين حاجتي للإرادة للإقلاع عن هذه العشيقة اللعوب. فصيام الشتاء أصعب كثيرا. ناهيك عن صيام الصيف.